موقع استقلالي سيادي : ناشر ورئيس التحرير وسيم ماضي
أبرز أخبار طرابلس

الجسر حاضر عن المشاريع الإنمائية في طرابلس: لزيادة الإستثمارات في المدينة

الجسر حاضر عن المشاريع الإنمائية في طرابلس: لزيادة الإستثمارات في المدينة


 إستضافت كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية – الفرع الأول بطرابلس النائب سمير الجسر في ندوة بعنوان “المشاريع الإنمائية في مدينة طرابلس بين الواقع والمرتجى” في حضور عميد الكلية الدكتور رفيق يونس، ومدير الفرع الدكتور إميل يوسف، مدير الفرع الثالث لكلية العلوم الدكتور بلال بركة ومدير الفرع الثالث لكلية الآداب الدكتور سعيد آدم، منسق عام تيار المستقبل ناصر عدرة، ورؤساء الأقسام والأساتذة والطلاب.

بداية، النشيد الوطني ثم كلمة لرئيسة قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة الدكتورة ربى دالاتي رافعي فلفتت إلى “أهمية زيارة النائب الجسر إلى الكلية التي تتمتع بمستوى رفيع من التعليم الهندسي المميز والذي يشهد له المجتمع المحلي من شركات ومؤسسات بالاضافة إلى معظم الجامعات الأجنبية التي يتابع فيها خريجونا دراساتهم العليا”.

أضافت: “إن الإرتقاء إلى مستوى الجودة العالمية لا بد له من مبنى متطور بتجهيزاته ومعداته وهذا ما نصبو إليه حين الإنتقال إلى المبنى الجامعي الموحد في المون ميشال والذي نأمل أن يكون سريعا بجهودكم وجهود القيمين على هذا المشروع التنموي”.

يوسف
وتوجه يوسف إلى النائب الجسر قائلا: “حيث ان الفجر لا يبزع إلا من رحم الظلمة، وبالصبر تفتح مغاليق الأمور، ما برحت تحدونا آمال كبيرة وإيمان عميق بأن الإستئناس بآرائكم والإستنارة بتوجيهاتكم سوف يبقينا نمضي قدما في مراقي الإزدهار وستزداد الكلية توهجا”.

أضاف: “نحن بدورنا سنبقى ماضين في تأدية رسالتنا والمحافظة على الأمانة دونما تلكؤ أو تقاعس أو تقصير وفاء منا لهذه الكلية ولتاريخها المشع كي تستمر نبعا دفاقا في تخريج الدفعة تلو الأخرى من عمالقة الإختصاصات المتنوعة العامرة قلوبهم بمحبة الوطن والزاخرة عقولهم بفيض المعرفة والعلم ليتسنى لهم الإسهام في تطور هذا الوطن الذي ينتظرهم وأي مجتمع آخر قدّر لهم الإنضمام إليه لسبب او لآخ”ر.

الجسر
وإستهل النائب سمير الجسر كلمته قائلا: “يسعدني أن التقي بكم في هذا اليوم المبارك وتحديدا في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية هذه الكلية التي شكلت منذ إنشائها فخرا للجامعة اللبنانية وللبنان بالمستوى العلمي الذي أدركته سواء بمستوى الخريجين الذين برعوا، سواء في ميادين العمل، حتى أصبحوا مطلبا للشركات في لبنان والعالم العربي أو سواء في ميادين العلم حيث تابع الخريجون دراستهم العليا في مختلف الجامعات في العالم وكانوا رمزا للتفوق”.

أضاف: “الكلام عن مشاريع طرابلس يثير دائما لغوا خاصة متى جاء بخلفية سياسية والشكوى الدائمة هو أنه لم ينفذ أي مشروع في طرابلس لكن هنا في محضن العلم يسقط الكلام بخلفية سياسية أو هكذا يفترض ويقدم الكلام الموضوعي المبني على العلم، طبعا مدينة طرابلس مدينة منكوبة نظرا لما تعرضت له من أحداث وتداعيات هذه الأحداث على المدينة وعلى إقتصادها وحتى على المشاريع الإنمائية فيها”.

وتابع: “الإنماء المتوازن الذي نص عنه في الطائف لم يراع بطريقة علمية، ولو أن كافة المناطق اللبنانية شهدت مشاريع إنشائية الا أن هذه المشاريع لم تراع قواعد الإنماء ولا قواعد التوازن لأن للإنماء قواعد يتعلق بخدمات معينة ومشاريع معينة والتوازن مرتبط بالدرجة الأولى بالواقع السكاني تواجد هؤلاء السكان وحين نتكلم عن سكان لا يقف الأمر عند قيود سجلات الأحوال الشخصية بل الى عدد السكان الفعليين، وهذا أكثر ما يكون في نطاق المدن التي تستقبل وافدين من الأرياف المحيطة”.

ولفت إلى أن “الإنماء لا يقف فقط عند مشاريع البنى التحتية لكن من المؤكد أنه لا تنمية في الأماكن التي لا تواجد فيها بنى تحتية من طرق وهاتف وكهرباء وماء وصرف صحي، والدولة لا تقوم بإستثمارات تجارية وصناعية وحيث قامت الدولة بمشاريع تجارية وصناعية كانت فاشلة، لكن الدولة تقوم بمشاريع خدمية توفر للسكان التعليم والطبابة والرعاية وتوفر البنى التحتية والأمن الذي يمكن أن تشكل عنصر جذب للمستثمرين”.

وعرض النائب الجسر مشاريع طرابلس التي تنفذ حاليا وما يجري تحضيره وما تم إنجازه منذ العام 1992 وقيمة العقود وحصة الأقضية ومصادر التمويل الخارجي والمحلي حيث بلغ مجموع المبالغ المنفقة على المشاريع المنجزة 437.247.748 $ ومجموع حصة القضاء 328.713.728 $.

وأشار إلى “جدول المشاريع المنفذة بين 1992 و2016 وهي بمعظمها منفذة قبل 2011 وهي برامج التنمية الإجتماعية والإقتصادية والتعليم ويشمل مدرسة الجديدة وثانوية القبة في مشروع الحريري وثانوية الميناء ومجمع الروضات في القبة وكذلك التعليم المهني والتقني “.

وتوقف عند “ما يتعلق بالثقافة والتعليم العالي وخصوصا مشروع الجامعة اللبنانية والشباب والرياضة وإنشاء ملعب طرابلس في المدينة الجامعية، وعلى الصعيد الصحي تأهيل مستشفى طرابلس الحكومي وتجهيزه وتأهيل مستشفى اورانج ناسو وكذلك المشاريع على صعيد الصرف الصحي وتأهيل مكب النفايات الصلبة وتشغيل مطمر النفايات، ومطمرالنفايات الصلبة وأشغال الحفر لتنظيف الحوض التجاري لمرفأ طرابلس والبيئة وترتيب الأراضي و ترميم واجهات الأسواق ومبنى إسكان القاطنين في خان العسكر وترميم الساحات العامة في الأسواق وعند ضفاف نهر أبو علي”.

وعدد المشاريع وتكاليفها في مجال ترميم وإعادة تشغيل مسلخ طرابلس وتوسعة وتأهيل طريق القبة وإنشاء جسري الخناق والملولة وإنارة شوارع طرابلس وتزفيت طرقات في التبانة و تنفيذ طريق البحصاص – كوسبا، كما عدد المشاريع على صعيد البنى التحتية بمختلف قطاعاتها وما يتعلق بشبكات المياه و توسعة محطة التكرير و تنفيذ أشغال مائية.

وقال: “ها قد إستعرضنا وإياكم المشاريع التي نفذت في طرابلس منذ العام 1992 ولغاية الآن، كذلك المشاريع التي يجري تنفيذها وتلك التي هي قيد التحضير.ِ وإن ما إستعرضناه سوية هي المشاريع التي جرى تنفيذها من قبل مجلس الإنماء والإعمار ولا يتضمن ما إستعرضناه المشاريع المنفذة سابقا على العام 1992 ولا تلك التي جرى تنفيذها من خلال الوزارات المعنية أو المؤسسات العامة حتى بين 1920 ولغاية تاريخه”.

أضاف: “السؤال الآن ما هو المرتجى؟ طبعا نحن وإياكم نتمنى زيادة الإستثمارات وخاصة تلك التي تستتبع إنشاء منشآت ومؤسسات خدمية تخدم الإستثمارات الأصلية وتكملها، إن رفع مستوى الإنفاق الحكومي في المدينة هو رهن الموازنات التي تخصص لذلك أو القروض التي تعقد من أجل تنفيذ المشاريع”.

وأكد أن “رفع وزيادة الإنفاق الحكومي يجب أن يكون مستندا الى قاعدة الإنماء المتوازن الذي نص عليه إتفاق الطائف والذي يهدف الى إنفاق عادل يخدم كل الناس بالتساوي وإن الإنماء حتى يكون متوازنا يجب أن يكون عادلا ويجب أن يستند الى معايير. إن الهدف من أي إنفاق هو خدمة الناس وإذا كان الإنسان هو الهدف فيجب أن يكون الإنسان هو المعيار، لذلك يجب أن يرتبط الإنفاق وتوزيعه العادل بالحجم السكاني في أي قضاء أو أي مدينة أو أي قرية. بذلك نستطيع أن تؤمن كل المشاريع الخدماتية بالتوازن بين الناس”.

أضاف: “هناك نوع آخر من الإنفاق وخاصة ما تعلق بإنشاء الطرق، فهذا يجب أن يكون مرتبطا بمعيار إضافي هو حجم القضاء، إن مصارف الإنفاق يجب أن تهدف الى الإستثمار المجدي الذي ممكن أن يكون له مردود خدماتي أو تنموي والذي يمكن أن يستجر إستثمارات أخرى”.

وقال: “في رأيي إن أجدى الإستثمارات هي التي تكون في الإنسان الذي هو في النهاية أكبر رأسمال. من هنا يفترض أن يكون الإستثمار في التعليم بكل أنواعه ومستوياته هو أول الأولويات. (جامعي – أكاديمي فني – تدريب مهني) إن الإستثمار في التعليم لا يكون مجديا فعلا الا إذا إرتفع مستواه بحيث يعطي حامله ميزة تفاضلية على أقرانه من المتعلمين”.

وتابع: “إن التوظيف في إقتصاد المعرفة مثلا يتطلب رساميل متواضعة لكن مردوده لا سقف له، لكن هذا لا يعني أننا علينا أن نبتعد عن الإستثمارات الأخرى إن أهم الإستثمارات هي التي تستفيد من الثروة الطبيعية أو الإصطناعية المتوفرة والتي تكون منطلقة من رؤية مستقبلية. من هنا، أعتقد أن علينا بعد التوظيف في الإنسان أن نعمل على التوظيف والتطوير في المجالات الأكثر جدوى. إن هناك 4 محاور يجب أن تكون هي موضع الإهتمام ومحل الإستثمار:

1 – الإرث الثقافي بما يتضمن من ثروة أثرية تحفظ ذاكرة المدينة من جهة وتشكل منطقة جذب للسياحة ومصدر مداخيل للناس.
2 – معرض رشيد كرامي الدولي بما هو مخصص له وهو ليس مجرد صالات للعرض إذ فيه 13 مكوناً مختلفاً كل واحد منها ممكن أن يشكل عنصر جذب بالإضافة الى كون منشآت المعرض مرشحة لأن تدرج على لا ئحة الجرد العالمية لكونها تحفة معمارية، فضلاً عن أن المعرض بمساحاته ومنشآته يمكن أن يكون متنفساً لأهل المدينة وللزائرين.
3 – المنطقة الإقتصادية الخاصة بما يتضمن قانونها من إعفاءات وتسهيلات للتراخيص تشكل حافزاً أساس للإستثمارات الخاصة بما من شأنه أن يوفر آلاف فرص العمل داخل المنطقة عدا عن فرص العمل التي يمكن أن توفرها الحاجة الخدماتية التي يتطلبها إنشاء المؤسسات وخدمتها.
4 – التحضير لأن تصبح طرابلس منصة لإعادة إعمار سوريا. إن موقع طرابلس الطبيعي والقريب من الحدود السورية والقريبة من عقدة نقل مخططة ويجري التحضير لتنفيذها (الأتوستراد العربي – سكة الحديد – مطار رينيه معوض في القليعات ) يعطيها ميزة تفاضلية. وهذا التحضير يتطلب توفير قاعدة خدماتية للمكاتب الخلفية للشركات المرشحة للعمل على إعمار سوريا فضلا عن إعداد الناس لذلك”.

وختم: “إن المرتجى من مشاريع يجب أن يستند الى رؤية مستقبلية تشارك فيها القوى الحية في المدينة وفي مقدمها الجامعة اللبنانية بأساتذتها وطلابها. إن العمل الإنمائي لا يمكن أن يقوم على فرد معين بل يجب أن يكون عمل جماعة تؤمن بالتخطيط وتحب المدينة وتكون مقتنعة بأن ما تعمل له هو من أجلها ومن أجل أولادها ومن أجل الوطن.وأنا على ثقة أننا نستطيع بالتعاون فيما بيننا بأن نحدد الحاجات ومن ثم نحسن عرضها من خلال الدراسات الموضوعية والجدية لهذه الحاجات ومن ثم العمل على تنفيذها من خلال متابعة جادة وفاعلة. أنا على ثقة أكثر بأن شباب لبنان وشباب طرابلس قادر على ذلك، وعلى أمل أن يتحقق المرتجى من خلال إرادة شباب لبنان وتعاونهم”.

وأعقب ذلك حوار وتقديم درع للنائب جسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى