*الطحشة الميقاتية: ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا!*
*الطحشة الميقاتية: ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا!*
*كتب عبد السلام تركماني*
تلبد الاجواء السياسية انتخابيا ،فتح الباب امام جملة تساؤلات حول ماهية المخرج القانوني الذي يمكن ان يرضي جميع الفراقاء ان لم يكن جّلهم ” وبعدما وصلت المقترحات “التسووية” الى طريق مسدود خلف جدران اللجنة الرباعية ، استعيد من ادراج الارشيف الحكومي القانون الذي قدمه الوزير مروان شربل ودرسته حكومة الرئيس ميقاتي ،لكنه لم يبصر النور لاسباب معلومة قليلا ومجهولة كثيرا .
ان العودة الى طرح مشروع حكومة الرئيس ميقاتي براي سياسي شمالي “يعد فرصة ذهبية له لاطلاق دينامية نشطة ،تعيده الى قلب المعادلة السياسية بعد ان انكفاء لاسباب يبدو ظاهرها ذاتيا طوعيا، فيما جوهرها”فركشات من الحلفاءالاقربين ،ويفترض به اليوم ان يكون في افضل ايامه سياسيا ،لاسباب عدة منها :ان عودة الرئيس الحريري الى السلطة ضعيفا وممارسته لها عن قناعة بان رئيس السلطة التنفيذية هو رئيس الجمهورية ،(وفي ذلك انعكاس للتوازنات المحلية والاقليمية ،) يضاف الى ذلك تعمق ازمته المالية ،وغيابه عن البلاد سنوات ظهرت خلالها ترهلات تنظيمية في تياره وتشققات في كتلته النيابية ، وزاد الطين بلة بروز نجم الوزير اشرف ريفي على المسرح السياسي الطرابلسي بداية ،وتمدده باتجاه مناطق الوجود السني لاحقا ، كما ان النتائج المتواضعة لحكومته خلال المائة يوم الاولى ليست مشجعة ولا تكفي لتشكيل رافعة شعبية .”
” هذه العوامل السلبية بالنسبة للحريري ،لدى ميقاتي نقيضها الايجابي من حيث قدراته المالية ، والخطاب الوسطي (الذي استعاره الحريري حكوميا)و تفوق استراتيجي واضح للمحور الصديق له ،لكنه فشل فشلا ذريعا في استثمار اي من جوانب القوة لديه ، واكبر مثال على ذلك تحالفه مع الحريري في الانتخابات البلدية وخوض غمارها بالنيابة عنه في طرابلس ،فكان الفوز من نصيب ريفي اي بالمحصلة من جمهور الحريري ، فيما حصد ميقاتي مرارة الهزيمة ،مع انه لم يعترف بها حتى الان ،وقاربها على الطريقة الشرقية بتصوير” الهزيمة نكسة ، وانتصار الخصم مصادفة او ضعف التزام من الحلفاء “،دون ان يقوم باي مراجعة نقدية جدية لكيفية انتصار اللائحة المدعومة من ريفي على اللائحة التي كان عرابها والمدعومة من معظم الطيف السياسي الطرابلسي ،وكأنه لا يريد ان يقرا معاني النتائج حيدا ، فبالنسبة له لا محاسبة لاحد (الحق عالطليان )وواصل عمله وكان شيئا لم يكن ، .وقد استعاض عن المحاسبة بتنظيم ماكينات انتخابية متعددة يفترض بها ان تقوم بادوار متكاملة ، لكن ذلك محفوف بخطر التداخل والتنافس وضياع المسؤولية ، وهنا يصح القول بانه” يتعاطى السياسة كهواية” وليس بهدف تأسيس حالة دائمة وبيت سياسي له دور واضح مرسوم بدقة .”
ويسجل السياسي الشمالي للرئيس ميقاتي قيامه” بتحول نوعي في تعاطيه بالشان العام ، عبر الزيارات الميدانية للاحياء الشعبية ،وإن تأخر في ذلك اشواطا عن اللواء ريفي الذي نجح بالامساك “بنبض الشارع ” عبر “لغة المواجهة وسلاح الموقف “والتحدث بلغته ما جعله متقدما في استطلاعات الراي ،فواجه ميقاتي الطحشة الريفية بالانفتاح عليه ،و في نفس الوقت نشَط قنوات الحوار مع “المعارضة السنية “وبعض النواب المستقبليين او “المنشقين عن التيار الازرق “.اي بالمحصلة يبدو اسلوبه انتقائيا غير متناسق يترصد الفرص ، وليس منهجيا له رؤية ومشروع ، من هنا يمكن فهم “التكويعات” التي يقوم بها احيانا ،والتي يطلق خلالها مواقف متناقضة خلال فترة قصيرة زمنيا ،وهو في مقاربته للامور وتعاطيه مع المحيطين والمنافسين ينطلق من منطق التاجر ، الذي يستثمر في المشروع ذو المردود السريع والقصير الاجل ولا يخاطر باستثمار طويل الامد في السياسة.”
الفجوات الواضحة في الاداء الميقاتي ، تعطي لتيار المستقبل وحلفاءه الفرصة للتصويب عليها وهي كفيلة بتعويض التيار الازرق عن نقاط ضعفه وضرب “العزم في خاصرته الرخوة “، اي علاقته الخاصة بالنظام السوري وآل الاسد ، وهذا من اسباب تجنبه خوض غمار اي مواجهة مع المستقبل وهنا نستذكر كلامه الشهير للسفير السعودي عبد العزيز خوجة عشية انتخابات 2009 ما معناه ” اما ان اترشح على لائحة الحريري و لا اترشح من الاساس “.فهل تغيير موقفه هذه المرة ام انه يستدرج عروضا انتخابية؟ ”
▪▪▫▪▪
*تِرٌيبًوٌلّي نٌيوٌزُ أِلّإخٌبًأِرٌي*
*?Tripoli News*
http://tnnlb.org