العربي الديموقراطي» يشدّ عصب العلويين في جبل محسن
«اكثر من رسالة سياسية حملها حفل قسم الانتماء الى الحزب العربي الديموقراطي الذي جرى في جبل محسن وهو مهرجان يأتي في مرحلة مفصلية وفي وقت غابت فيه الاحزاب التاريخية عن الساحة الطرابلسية وعلقت اجتماعاتها ولا تزال معلقة اثر الاحداث التي مرت بالمدينة.
لعل الظروف المحيطة بالحزب العربي الديموقرلطي في منطقة شهدت جولات عنف وانخرطت لاحقا في مسار الخطة الامنية دفع بقيادة الحزب الى اجراء مراجعة نقدية ربما شكلت حاجة لابناء جبل محسن ولشد عصب الطائفة الاسلامية العلوية بعد كل ما مر عليها من ازمات، ويبدو ان قيادة الحزب بالرغم من غياب المؤسس الراحل علي عيد والغياب القسري لرفعت عيد الذي ينتظر تسوية ما لعودته فان هذه القيادة تمكنت بعد خلوات سياسية من اعادة هيكلة الحزب بعد وضع وثيقة سياسية تواكب التطورات على الساحة اللبنانية عامة والشمالية خاصة لا سيما في مدينة طرابلس وفي جبل محسن حيث مركزية العمل الحزبي.
كلمة امين عام الحزب رفعت عيد التي القاها عضو اللجنة السياسية رامي حمود حملت رسائل عدة وفي اكثر من اتجاه:
– رسالة انفتاح نحو ابناء طرابلس الشركاء في التهميش والاهمال والحرمان ودعوة الى نسيان الماضي الاليم لان «حقوقنا هي حقوقكم وتهميشنا هو تهميش لكم» .
وبالتالي اعلان مد يد للجميع خاصة ابناء طرابلس «في العلن وليس في السر» لكل «من يمتلك شجاعة الاعتراف بان اقصر طرق الانماء والتطوير هي في ان نعترف باخطائنا وان لا نكابرولا نوزع الاتهامات جزافا وان نستبدل التناحر بالتعاون والاحترام».
– الرسالة الثانية في مضمونها موجهة الى الاحزاب والقوى الوطنية في طرابلس دون الاشارة الى ذلك ، بحيث يشكل عودة الحزب الى الحياة السياسية في طرابلس حافزا لبقية الاحزاب كي تستعيد حيويتـها بهدف اعادة الرونق للعمل الحـزبي الذي غـاب طويـلا عن المدينة، واعادة الدور الحقيقي للعمل السياسي في بناء الاوطان وليس اداة هدم بل ارتقاء في الاداء وحـرفيـة تلزم الجميع باعتماد الافكار مجالا وحيدا للتمايز بعيدا عن المهاترات وبالتالي تحويل المجتمع من حالة انفعالية الى حالة فكرية عميقة تستند الى ثوابت وطنية جامعة .
– الرسالة الثالثة تأكيد المؤكد بالنسبة للحزب باعتباره الحليف الدائم لكل مقاوم ولكل مواطن بل كونه جزءاً من المعادلة الذهبية الشعب والجيش والمقاومة.
– الرسالة الرابعة اعلان موقف الحزب من القانون الانتخابي ودعوته الى قانون يراعي صحة التمثيل الصحيح وهو قانون النسبية ولبنان دائرة واحدة او اعتماد الدوائر الكبرى.
– الرسالة الخامسة الدعوة الى عفو عام عن جميع السجناء باحداث طرابلس والذين ظلموا تليها مصالحة حقيقية تهدىء النفوس وتعيد للمدينة وحدتها بعيدا عن الكيدية والاتهامات الباطلة والشحن المذهبي.
هذه الرسائل التي اطلقت من منبر جبل محسن نحو الشركاء في مدينة طرابلس وحيث اجتمع 570 عضوا لاداء القسم الحزبي في مشهدية احـتفاليـة شكلت عـلامـة بارزة في طرابلس سواء من حيث الرسائل الايجابية ومد اليد الى الجميع «دون تقية» او من حيث تحريك المستنقع السياسي والحزبي في المدينة الذي اقتصر مؤخرا على حراك له علاقة بالاستحقاق الانتخابي…
وكان لافتا في المشهد انتماءات من عدة منـاطق ومن طوائف ومذاهب متعددة بحيث لم تقتصر العضوية على طائفة واحدة مما اعتبر تطـوراً في البنـاء الحزبي الجديد.