الوكالة التركية للتعاون والتنسيق – تيكا : مشاريع صغيرة ،بضجة كبيرة .
كتب عبد السلام تركماني
يقول التعريف الرسمي بان: وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) تلعب دورًا هامًا في دعم السياسات الخارجية لتركيا، الإنسانية منها عبر المساعدات الإنسانية، والاستراتيجية أيضًا عبر خلق حزام سلام في منطقتها وفي العالم، عبر 35 مكتبًا تنسيقيًا في 30 دولة.وفي هذه الدول وفي دول أخرى، تفتتح الوكالة المدارس التعليمية وتقدم مساعدات في مجالات الصحة، والسكن، والمياه، بالإضافة إلى فعاليات الترميم التي تسعى إلى إنقاذ الآثار والمعالم التاريخية من الإهمال في مناطق مختلفة من العالم. ويسهم كل مشروع تقوم به الوكالة خارج تركيا، في تشكيل روابط اجتماعية وثفافية قوية حيث تعمل “تيكا” منذ 22 عامًا بهدف تعزيز سياسة التعاون التنموي في مناطق مختلفة. ”
الرئيس أردوغان اشار في خطاب له “، الى ان تركيا قدمت مساعدات تنموية بقيمة 6.5 مليار دولار في عام 2014 اي بمعنى ان تركيا تأتي في المرتبة الاولى عالميا في تقديم المساعدات عند تقييمنا حجم المساعدات بالنسبة للدخل القومي”.
اوردنا هذه المعلومات والارقام لاعطاء صورة واضحة عن حجم المساعدات الضخم حول العالم والمشاريع الهامشية الصغيرة التي تنفذها –تيكا في لبنان ،والتي تتراوح بين ترميم كنيسة او مدرسة او برج ساعة التل وتاهيل حديقة في الكواشرة او سيارة اسعاف مجهزة لمستشفى .وهذه ” الهبات المتناثرة ” بين المناطق اللبنانية لاترقى الى مستوى ما اطلق من وعود وتصريحات خلال زيارة القيادات التركية الى لبنان، حيث تنال عكار وطرابلس المعروفتان تاريخيا بوجود تركماني في الاولى و تعاطف اهلي طرابلسي شديد مع تركيا في الحالة الثانية .وعودا رنانة دون تنفيذ.
مكتب تيكا في لبنان يعلن تباعا عن مشاريع تكاد تنسى لطول فترات انجازها كما في حالة مشروع ترميم التكية المولوية الذي استغرق اكثر من عشر سنوات و مدرسة عيدمون ، و غيرها . علما انه ووفقا لتقديرات غير رسمية فان ما ينفذ من مشاريع في لبنان لا تصل نسبته حتى الى اقل من نصف بالمائة من موازنة تيكا السنوية .في حين تتوالى الاعلانات عن مشاريع صغيرة قليلة الكلفة لا ترقى الى مستوى ما ينتظره الناس من دولة بحجم ودور تركيا .
ولبنان كما هو معلوم يستضيف نحو مليوني نازح سوري وحوالي الاربعماية الف لاجيء فلسطيني ،اي ان الحاجة الى مشاريع تنموية ماسة ، قلا يعالج المرضى بسيارة اسعاف بل بمستشفى ولا تنطلق الزراعة في الكواشرة بحديقة بل باصلاح شبكات الري وربطها ببحيرة الكواشرة .
ومع ان النية المعلنة هي بالمساعدة فان السؤال المطروح ما هي اسباب هذا التنفيذ الاعلامي اكثر منه العملاني لمشاريع محدودة تعكس تعاملا غير واضح المعالم مع الملف اللبناني عامة و الانتشار التركماني خاصة …. وللحديث تتمة …