موقع استقلالي سيادي : ناشر ورئيس التحرير وسيم ماضي
مقابلات وتحقيقات

رفول في عكار: رسائل انتخابية لمن يعنيه الامر؟  

كتب عبدالسلام تركماني 
طرحت زيارة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول الى محافظة عكار ، علامات استفهام كثيرة بعد ما شابها من “تكويعات ” سياسية لافتة في اكثر من محطة .

 وفي هذا السياق توقف المتابعون للشأن العكاري عند بعض المفارقات التي رافقت هذه الزيارة من حيث الشكل مع ايحاءات متعمدة تطرح في المضمون عددا من الرسائل السياسية ذات المغزى المحلي والوطني .

الوزير رفول استهل جولته العكارية من دارة النائب السابق وجيه البعريني اي بالمعنى السياسي ،من بوابة” المعارضة السنية لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري “. ومن هناك انتقل الى زيارة حليف التيار الوطني الحر وزير الدفاع يعقوب الصراف ، دون ان يبادر للاتصال بزميله العكاري في الحكومة معين المرعبي ،وانهى زيارته بلقاء في عاصمة الموارنة العكاريين القبيات بلقاء استبعد عنه او لم يدعى اليه ابن القبيات و النائب الماروني عن عكار هادي حبيش ، كما غيب رئيس البلدية حليف حبيش ..

“نحن امام رسائل محددة يريد الوزير رفول ارسالها لمن يعنيهم الامر” يقول سياسي عكاري مخضرم ،وهي بالمبدا موجهة الى رئيس الحكومة سعد الحريري المعني الاول محليا كون الزيارة تتم الى معقله الشعبي والبرلماني ،فعبر تجاهل نواب المنطقة واحد وزارئها ،فان الوزير رفول بما يمثل يقول لمن يفترض انه حليفه انتخابيا، (بناء للتداعيات المنطقية للتفاهم الذي تم بين الرئيسين ميشال عون و سعد الحريري ):ان التيار الوطني الحر سيتحالف مع المعارضة السنية في عكار بوجه المستقبل في الاستحقاق الانتخابي القادم ،ما يطرح علامات استفهام جدية حول مدى “الثقة ” بين اطراف حكومة استعادة “الثقة “. كما يعني تعارضا مع كل ما ينقل عن اتفاق بين الرئيسين ووجود تفاهم وانسجام كبير بينهما، لكن السؤال الاهم من كل ذلك ان كان التيار الوطني الحر قد اجرى حساباته بشكل واقعي انتخابيا ، لانه يفترض به ان ياخذ بالحسبان انه ورغم كل الصعوبات التي مر بها التيار الازرق فانه ما زال القوة الاساسية في محافظة عكار والامل ضعيف بخرق لائحته من اي لائحة او ترشيح انفرادي ، فهل سيصر التيار على خوض معركة معروفة النتائج سلفا؟اما في الجانب السياسي العام فتبدو زيارة “وزير العهد ” المقرب من الرئييس ميشال عون في المحصلة باهتة ، حيث كان يفترض بزيارة هي الاولى له كوزير لشؤون رئاسة الجمهورية الى عكار ان تحظى بحضور شامل من كل وزراء ونواب وفعاليات المنطقة (،خاصة وان فخامة الرئيس يؤكد في كل مناسبة انه لكل اللبنانيين،) لا ان تقتصر الدعوة للحضور على توجه سياسي معبن ، ما جعلها “ضعيفة سياسيا ” ( غياب الوزير المرعبي و كل نواب عكار ومعظم المرجعيات الدينية ناهيك عن الاتحادات البلدية والاختيارية .)”

 الزيارة خلفت موجة من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في لبنان عموما ومحافظة عكار خصوصا ، فهل كان ما حدث خلال الزيارة هفوات بروتوكولية غير متعمدة ام رسالة من العهد للحريري بانه “لاتحالف معك “؟.الاجوبة عن الاسئلة في كلتا الحالتين رهن بالاسابيع القادمة وبالحسابات الدقيقة سياسيا و”انتخابيا ” وكما انه لا ثوابت في السياسة فانه لا دوام للتحالفات وقد تتحول الرسائل الحادة الى “غمزات ” تصوب على عكار والعين … على مكان آخر !!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى