موقع استقلالي سيادي : ناشر ورئيس التحرير وسيم ماضي
مقابلات وتحقيقات

هوس” الإحصاءات يجتاح طرابلس.. الكل أوائل والجمهور يضحك!

ضربت حمى استطلاعات الرأي مؤخرا مدينة طرابلس بطريقة غير مسبوقة لمعرفة اتجاه الرأي حول اﻻنتخابات النيابية. واللافت ظاهرة عرض العضلات بلنسبة إلى المراتب في وسائل التواصل اﻻجتماعي لإظهار حجم الشعبية الكاسحة، و على رغم ذلك ﻻ يمكن اعتبار نتائجها حقيقة ثابتة طالما ﻻ يتم الكشف العلمي لطبيعة اﻻستطلاع وسبل إجرائه كما العينات المأخوذة لملائمتها مع الواقع الحقيقي.
فدقة مطلق إستطلاع للرأي مرتبطة أساسا بلحظة معينة ونتائجة تكون أسيرة أجواء معينة ومزاج شعبي متقلب. ولو كانت اﻻمور بهذه البساطة لكانت صدقت إستطلاعات الرأي في أميركا، والتي تلعب دورا حاسما في قرارات اﻻحزاب الاساسية. فقد أعطت مختلف اﻻستطلاعات أرجحية لفوز هيلاري كلينتون على منافسها الرئيس الحالي دولاند ترامب مع هامش كبير من اﻻصوات فحصلت المفاجأة غير المتوقعة بفوز ترامب وبنسب مريحة.
عمليا، ليس من مهمة واضحة للإستطلاعات الحاصلة لمعرفة إتجاه الرأي العام في طرابلس سوى كونها تكشف السباق السياسي المحموم. فأغلب اﻻوساط المحلية في طرابلس تتداول نتائج اﻻحصاءات المشار إليها ليس من زاوية علمية بقدر إظهار مقدار من القوة الشعبية ﻻ تتخطى مفاعيلها العالم اﻻفتراضي فقط .
فما يتم تداوله من تقدم كاسح يشبه نكتة الطبيب الذي خرج من غرفة العمليات مطمئنا أهل المريض”العملية الجراحية تكللت بالنجاح لكن إبنكم قد فارق الحياة”. فلا يمكن وضع ما يجري حاليا اﻻ من باب التمريك السياسي فقط، كون اﻻعتماد على اﻻستطلاعات حاليا يتم لاسباب منفصلة عن واقع طرابلس، خصوصاً أن هدف اﻻحصاءات هو نيل المشروعية السياسية أو الحظوة باﻻعتراف على الشعبية المرتفعة من دون أدلة واضحة.
فمن الصعب تقديم رسم بياني لحركة القوى السياسية في طرابلس كما في لبنان في ظل غياب قانون اﻻنتخابات المعتمد وضبابية طبيعة التحالفات. كل تلك الجلبة تجري وسط أمر لافت للنظر متمثل بصمت تيار العزم المطبق وهو طرف أساسي بالمعادلة في إنتظار القانون الموعود أولاً، كما بلورة صورة واضحة لشكل التحالفات.
وهذا ﻻ ينفي فرضية تشكيل الرئيس نجيب ميقاتي ﻻئحة مستقلة تماما كما خوضه غمار اﻻنتخابات بشكل منفصل عن أي طرف سياسي، اﻻمر في حال حوله سيقلب الامور رأسا على عقب و يجعل كل المراتب والنسب المتداولة في مهب الريح .
ينقل عن لسان أحمد الحريري نيل تيار “المستقبل” نسبة 70 % من التأييد في طرابلس. أما اشرف ريفي فيضع نفسه بالمرتبة اﻻولى. ووفق الصفحات المؤيدة له فإن شركة اﻻستطلاعات قامت بالمهمة لصالح طرف سياسي آخر وكانت النتائج مفاجئة مع كثرة الضخ عن تسونامي إنتخابي يملكه الريفي سيطيح بالجميع في اﻻنتخابات المقبلة، في حين أبدى فيصل كرامي تواضعا عندما وضع نفسه بالمرتبة الثالثة.
بالخلاصة ، حمى النسب وهوس الحلول بالمراتب العليا تجعل من كل النقاش الدائر يتخذ الشكل الهزلي، خصوصا مع معادلة طريفة مفادها “اﻻول على مين و الخامس محسوب على مين؟ العلوي ضعيف و الماروني من حصة اليتيم !
لبنان 24”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى